من المعروف أن فترة الحمل تعتبر من الفترات الفسيولوجية التي تحتاج إلى إعدادات خاصة على الصعيد الغذائي وذلك لضمان صحة وسلامة الأم والجنين، إذ تزداد الحاجة إلى بعض العناصر الغذائية التي تحتاج إليها الأم وجنينها على حد سواء، فضلا عن وجود قائمة طويلة من المحاذير والإحتياطات التي يجب وضعها بالحسبان، كل هذا كي تمر فترة الحمل بأمان ويكلل صبر الشهور التسعة بجنين كامل ذو صحة وعافية.
في البداية لابد أن نشير إلى أن إجمالي السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم في فترة الحمل قد تتزايد عند هذه المرحلة إلى درجة ليست بكبيرة. خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يجب على المرأة تناول الكمية المعتادة من السعرات الحرارية بنفس الكمية عندما لم تكن حاملا. ثم، خلال الثلث الثاني من الحمل، يجب إضافة 350 سعرات حرارية يوميا وأخيرا يجب إضافة 110 سعرات حرارية يوميا أخرى في الثلث الأخيرمن الحمل. وتعويض هذه الكمية الزائدة التي يحتاجها الجسم تتم في الغالب في صورة تناول الأطعمة الكربوهيدراتية الغير معقدة، فضلا عن البروتينات الحيوانية والفواكة والخضروات الطازجة.
ويجدر بنا الإشارة إلى ضرورة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (ب) كالتوت والسبانخ والبطيخ والتفاح والطماطم والبطيخ واللحوم الحمراء، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فقد أشارت الدراسات الطبية الحديثة إلى أن تناول هذه الأطعمة من شأنه أن يقي الطفل من الإصابة بالتشوهات والعيوب الخلقية، ولاسيما على صعيد الجهاز العصبي، كما أن مثل هذه الأطعمة تمثل مصدر الطاقة الرئيسي للحامل في مثل هذه المرحلة.
ويمثل فقر الدم أو الأنيميا أكثر المشكلات الصحية شيوعاً والتي قد تعانيها الحامل، ولا سيما مع بداية الشهر الرابع من الحمل، وينشأ فقر الدم عادة نتيجة لسوء التغذية الكمي (يقصد به عدم تناول كميات كافية من الطعام) أو النوعي (يقصد به عدم تناول عناصر غذائية معينة)، وفي مثل هذه الحالات ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من عنصر الحديد كالكبدة والباذنجان والسبانخ والتفاح والعسل الأسود، ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة ينصح كذلك بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين (جـ) كالليمون والفلفل والبرتقال، حيث أنها تعزز من امتصاص الجسم للحديد، كذلك فلا مانع من إعطاء أقراص الحديد في صورة مكملات غذائية، وذلك بعد أستشارة الحكيم أو أخصائي التغذية.
أيضا وعلى نفس السياق يعاني قطاع عريض من السيدات الحوامل من الإصابة بهشاشة العظام، ويرجع ذلك الأمر إلى زيادة إحتياجات الجسم لعنصر الكالسيوم في فترة الحمل، دون أن يقابلها تعويض الجسم بكميات إضافية من الكالسيوم، لذا ينصح بالإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم كالبيض ومنتجات الألبان، وكذلك فلا مانع من إعطاء الكالسيوم أيضا في صورة أقراص مكملات غذائية وذلك بعد أستشارة الحكيم أو أخصائي التغذية.
وختاما ينصح بشرب الماء والسوائل بكميات كبيرة، فنقص الماء بالجسم قد يعرض الحامل إلى الإصابة بالإمساك أو التعرض للجفاف، مما قد يؤثر على صحة الحامل وجنينها.