أسباب السمنة المفرطة عند الأطفال وكيفيّة اتباع نظام غذائي سليم

أسباب السمنة المفرطة عند الأطفال وكيفيّة اتباع نظام غذائي سليم

شاركوا هذا المقال الآن!

تعتبر السمنة عند الأطفال من المشكلات الصحية الشائعة والتي يشكو منها قطاع عريض من الآباء. يتم استخدام مخططات ومنحنيات النمو لإيجاد خلل في نمو الطفل، منذ الولادة وحتى سن المراهقة. يستخدم تعبير المئينيات percentiles عند قراءة مخططات النمو للدلالة على المنحنيات الموجودة على المخطط أي المجال الذي يقع فيه طول و وزن الطفل بالنسبة لعمره مقارنا مع مخططات عموم الأطفال. إذا وقع وزن الطفل بالنسبة لعمره بين المئيني الخامس والثمانون والمئيني السابع والتسعون، فإن وزنه في خطر لأن يكون زائداً، أو أن وزنه آخذُ بالازيداد نحو السمنة.

وعلى الرغم من أن السمنة المفرطة في حد ذاتها ليست مرضاً، إلا أنها تعتبر مقدمة لعدد لا بأس به من الأمراض، فقد أشارت الدراسات الطبية الحديثة إلى أن الطفل المصاب بالسمنة عادة مايكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ولا سيما نزلات البرد والنزلات المعوية، كما يلاحظ تأخره في بعض المراحل التطورية من عمره كالمشي أو الكلام أو النمو..إلخ.

أيضاً وفي سياق متصل فإن السمنة عادة ما تترك أثراً سلبياً على نفسية الطفل، حيث يلاحظ أن الطفل السمين ولا سيما في مرحلة رياض الأطفال والمدرسة عادة مايواجه مضايقات من أقرانه بسبب شكل جسمه، الأمر الذي يفقده ثقته بنفسه، ويجعله منعكفاً على نفسه ويميل إلى الإنطوائية والإنزواء بعيداً عن دائرة تكوين الصداقات والعلاقات الإجتماعية بمختلف أشكالها وصورها تجنباً لأي نقد لاذع قد يتعرض له.

ومن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة عند الأطفال أيضاً الوراثة ، وليس المقصود هنا بالوراثة هو وراثة الصفة من الأبوين كطول أو قصر القامة، فالمقصود بالوراثة في هذا الشأن هو توارث العادات الغذائية، فالطفل الذي ينمو في محيط أسري لأبوين نهمين للطعام نجد أنه من الطبيعي والمنطقي أن يشب على نفس العادات الغذائية، وهذه ليست قاعدة بالطبع، إلا أن السواد الأعظم يمثل ذلك، لذا ينبغي على الآباء الإهتمام بهذا الأمر، إذ ينبغي أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم.

كذلك وعلى نفس السياق ينبغي الإهتمام بالحالة النفسية للطفل، فقد أشارت الدراسات الطبية بوجود علاقة وثيقة بين شهية الطفل وحالته النفسية، فالطفل كلما ساءت حالته النفسية أدى ذلك إلى إقباله على الطعام بنهم شديد، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة وزنه، مما يعني المزيد من الانتقادات الساخرة، ليقع في نوبة اكتئاب شديدة تدفعه إلى تناول المزيد والمزيد من الطعام، لنجد أن الطفل يدور في حلقة مفرغة لا فكاك منها، لذا ينبغي مراقبة الحالة النفسية للطفل، ولا مانع من اللجوء إلى إستشارة نفسية متخصصة إن اقتضت الحاجة إلى ذلك، مع منح الطفل الحنان والدفء الأسري الذي يحتاجه في سنه وتحديداً إذا كان في عمر مبكر من المراهقة.

ومن المعتقدات الشائعة والخاطئة أن يعزو الآباء مرض السمنة التي يعاني منها طفلهم إلى “الغدد”، وذلك لأن نقص إفراز الغدة الدرقية هو مرض الغدد الوحيد الذي يسبب السمنة، وهو مرض قليل الإنتشار إلى حد ما، ثم إن الطفل المريض بنقص إفراز الغدة الدرقية عادة ما يعاني من التأخر العقلي، لذا ينبغي أن نتحلى بالواقعية في تشخيص الأسباب الصحيحة والمنطقية التي أدت إلى السمنة التي يعاني منها الطفل للتمكن من علاجها بشكل سليم بما يتفق مع العوامل المسببة لها.

وفي إطار متصل، ينبغي تقنين حصة الأطفال اليومية من الطعام وفق نظام غذائي معين يضمن حصولهم على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم وبكميات مناسبة، وعموماً ينبغي ضبط الكميات التي يتناولها الطفل من النشويات والسكريات والدهون، مع تعويضه بالبروتينات والفواكه والخضروات، بالإضافة إلى ضرورة الإمتناع عن تناول الأطعمة بين الوجبات مثل السكريات والدهون في الشوكولاتة أو النشويات في البطاطا، فمثل هذه الأطعمة تؤدي إلى زيادة الوزن بصورة كبيرة جداً وفي فترات قصيرة.

شاركوا هذا المقال الآن!


تابعونا
الإشتراك بالنشرة الإخبارية