يعتبر داء السكري عند الأطفال من الأمراض التي كثر انتشارها في الآونة الأخيرة، وهو مرض لا يمكن معالجته بشكل كامل سواءً أصاب الأطفال أو الكبار. إلا أن مرض السكري عند الأطفال يعتبر أسوء أنواع هذا المرض، لأنهم في المقام الأول لا يدركون جيداً ما خطورة هذا المرض وعلى الأهل والطاقم الطبي التعامل معهم بشكل لطيف لتقبل هذا الداء الذي أصابهم والتأقلم مع عادات معينة للتعايش معه رغم صغر سنهم.
مرض السكري نوع 1 أو داء السكري المعتمد على الأنسولين هو شكل من أشكال داء السكري الذي يحدث في معظم الأحيان بشكل وحشي عند الأطفال أو لدى البالغين من الشباب ولكن في بعض الأحيان يمكن للسكري أن يكون موجود منذ الولادة و يظهر في مرحلة المراهقة. ويتجلى ذلك من خلال التبول المفرط (بوال)، العطش الدائم (عطاش) وزيادة غير طبيعية للشهية (نهام). كما أنه يؤدي إلى فقدان الوزن على الرغم من كثرة تناول الطعام ، وارتفاع نسبة السكر في الدم أي أكثر من 1.26 غرام/لتر على معدة فارغة أو أكثر 2 غرام/لتر (11 مليمول / لتر) في أي وقت من النهار.
إن داء السكري عند الأطفال هو مرض ينتج عن عدم قدرة الجسم على إفراز الأنسولين لدى الطفل، كما أن جسم الطفل لا يقدر على امتصاصه بشكل جيد بسبب عدم استقرار مستوى السكر في الدم، وهنا يكون دور الأنسولين في الجسم حيث أن الأنسولين تكون مهمته مهمة الوسيط الذي يعمل على نقل السكر إلى خلايا الجسم. وبهذه الطريقة يحصل الجسم على الطاقة التي تعطينا إياها السكريات ويجعله بشعر بالنشاط والحيوية.
يجب على الأهل أن يتابعوا الطفل لأنه بحاجة إلى مراقبة دائمة ودورية ودقيقة. فعلى الطفل المصاب التحقق بانتظام من نسبة السكر في الدم، فضلا عن حقن الانسولين عدة مرات في اليوم. لذلك عليه اتباع نظام غذائي صارم وحازم وشديد للحفاظ على جسم سليم، و تقبل وضعه الصحي بطريقة لا تجعله يشعر بالنقص فيها عن أبناء جيله وأن يتأقلم مع هذا المرض ويتعايش معه.
دور التغذية الصحية في داء السكري عند الأطفال:
إن من أكثر الأمور التي تعد مشكلة في التعامل مع هذا المرض هو مشكلة إتباع حمية غذائية، لأنه على الطفل اتباع أسلوب مناسب ومحبب لتناول كمية أقل أو أكثر من الطبق المحدد له وفقا” لحقنات الانسولين المعطاط من قبل الطبيب المعالج. وهنا يكون دور أخصائي التغذية المهم في اعطاء الطفل برنامج غذائي صارم.
ويجب أن تكون معاملة الأهل للطفل طبيعية ومشابهة لمعاملتهم للأطفال الغير مصابين، لأن الصحة النفسية للطفل تعتمد بشكل رئيسي على نوعية انفعال الوالدين وخوفهم وجزعهم وآلية تربيتهم.
كيف تكون الحمية الغذائية للمصابين بمرض السكري من الأطفال؟
تتكون هذه الحمية من الحصول على غذاء صحي متوازن ويحوي جميع المواد الغذائية المهمة لحياة الطفل ونشاطه، وتكون لا يوجد بداخلها مواد سكرية بسيطة كالمواد الغذائية السكرية المصنعة مثل العصائر غير الطبيعية، والمشروبات الغازية، والشوكولا، والحلويات
ويجب استبدال هذه الأطعمة بالفواكه والخضروات الطازجة لأنها تحوي نسبة سكر خفيفة تناسب الدم، وتعويد الطفل على تناولها بشكل مستمر للحفاظ على استقرار نسبة سكر الدم.
كما يجب علينا اختيار الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة واستبدال الأرز والخبز الأبيض بالأسمر.
اختيار الألبان الخالية من الدسم وبذلك لا يشعر بانه مختلف عمن يتناولون هذا النوع من حوله، فيمكن إعطاء الطفل مثلاً (نصف رغيف من الخبز مع الجبن والخيار والجزر) أو (الزبادي مع الخيار وحبة فاكهة) وهذه العناصر أهم بكثير وأنفع من السكاكر صحيًا وغذائيًا.
وبذلك تكوني قد حافظتي على سلامة طفلك وجعلتيه يشعر بحياة طبيعية يعيشها، لأن داء السكري عند الأطفال يعتبر من الأمراض الخطيرة العواقب. ولكن مساعدة أخصائي التغذية والطبيب والأهل تسهل التعايش مع هذا الداء.