تعتبر مسألة زيادة الوزن من الأمور الفسيولوجية المعتادة التي تحدث منذ بدايات شهور الحمل، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع نسبة هرمونات الحمل وتحديداً هرموني “الإستروجين والبروجستيرون” في الجسم. تعمل هذه الهرمونات على تحويل السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم من الغذاء إلى دهون تترسب داخل خلايا الجسم وأنسجته، ولا سيما في مناطق البطن والأرداف، الأمر الذي يلقي بظلاله بشكل عام على شكل الجسم ووزنه.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: هل زيادة الوزن أمراً حتميا مع الحمل؟
ولإجابة هذا السؤال ينبغي أن نؤكد على حقيقة مفادها أن لكل سيدة حامل طبيعتها التي تختلف عن الأخرى، بل يمكننا القول أن كل حمل لنفس السيدة له ظروفه التي تختلف عن الحمل الآخر، الأمر الذي يعني أن الغالبية العظمى من السيدات يعانين من زيادة الوزن أثناء شهور الحمل ،والذي يختلف في معدله من سيدة لأخرى.
لكن التحدي الأكبر في هذه الجزئية هي استعادة رشاقة الجسم والتخلص من تلك الدهون التي تراكمت أثناء شهور الحمل، دون أن يؤثر ذلك على الحالة الجسمانية للأم أو حالة الرضاعة للطفل. لذا وفي بادئ الأمر وعلى عكس ماهو شائع ينصح بالتقليل قدر الإمكان من تناول النشويات كالمعكرونة والأرز، فبالرغم من أنها تمد الجسم باحتياجاتها من الطاقة إلا أنها تسبب زيادة إضافية مفرطة في الوزن، ولا سيما في تلك المرحلة الحرجة. يمكن استبدال هذه الأطعمة بالخبز المصنوع من النخالة، فضلاً عن منتجات الألبان كاملة الدسم، والبقوليات كالفول والعدس والبازلاء، والفواكة والخضروات الطازجة.
ومن العادات الغذائية الخاطئة الشائعة والتي تسبب أيضا زيادة الوزن في هذه المرحلة، هو الظن بوجود ارتباط وثيق بين تناول الأطعمة السكرية، ولا سيما العجوة والحلاوة الطحينية والعصائر بمسألة إدرار اللبن، إذ يظن مجموعة كبيرة من النساء أنه كلما تناولت الأم أطعمة سكرية أكثر، ساعدها ذلك على إدرار كميات إضافية من اللبن لطفلها. هذا الأمرعاري تماماً عن الصحة، إذ أن الدراسات الأخيرة جاءت لتؤكد أن التغذية السليمة المتوازنة هي ما تتحكم في مسألة إدرار اللبن، إضافة إلى شرب الماء بكميات كبيرة ولا سيما أن القوام الأساسي لحليب الأم هو عبارة عن ماء. أما مسألة الإفراط في السكريات فلا طائل منها سوى الزيادة المفرطة في الوزن والتي يعاني منها عدد كبير من الأمهات المرضعات.
ولأن المشكلة عادة تتمثل في الثلث الأوسط من الجسم “منطقة البطن والأرداف” لذا ينصح بعمل بعض التمرينات الرياضية الخفيفة للمعدة خصيصاً، والتي تستهدف شد عضلات البطن المترهلة بفعل شهور الحمل والولادة، علاوة على القضاء على الدهون التي تراكمت في هذه المنطقة مع مرور الأيام.
كما ينصح بمراعاة أن يتم إجراء هذه التمرينات تحت إشراف طبيب متخصص في العلاج الطبيعي ولو للمرة الأولى على الأقل، وذلك لضمان القيام بالتمرينات بطريقة صحيحة لتحقق أقصى النتائج الممكنة.