تعتبر السمنة من الظواهر المرضية شائعة الإنتشار خلال هذه الأيام، الأمر الذي خلق حالة من الوعي العام تجاه هذه الظاهرة الضارة، لنجد أنه ما من شخص إلا ويعلم أنه للتغلب على السمنة فلابد من إتباع نظام غذائي خاص يتضمن التقليل من السعرات الحرارية التي يتحصل عليها الجسم بشكل يومي، فضلاً عن ممارسة التمرينات الرياضية بهدف حرق المزيد من السعرات الحرارية والدهون المختزنة بالجسم.
لكن ما لايعلمه قطاع عريض من الناس أن السعرات الحرارية ليست بالضرورة هي المسؤول الأول عن الإصابة بالسمنة، إذ ستجد من يتبعون حمية غذائية صارمة مصحوبة بممارسة التمرينات الرياضية بشكل يومي، إلا انه وعلى الرغم من كل هذه الجهود والمساعي المبذولة، فإن مشكلة السمنة ماتزال بمثابة الكابوس الذي يجثم على أنفاسهم. لذا يجدر بنا القول أنه يوجد العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى السمنة، وعلى الرغم من ذلك يجهلها قطاع عريض من الناس.
التوتر الذهني والعصبي: صدق أو لا تصدق! فالتوتر العصبي يعتبر أكثر الأسباب شيوعا التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة، وتفسير ذلك الامر بسيط جدا، إذ أن إستغراق الجسم في حالة التوتر العصبي والذهني لفترات طويلة، من شأنه أن يؤدي إلى إنخفاض معدلات الأيض والتمثيل الغذائي بالجسم، الأمر الذي يقلل من حرق الدهون وزيادة ترسبها في خلايا الجسم. ليس هذا فحسب، فحالة التوتر تدفع الجسم إلى إفراز كميات هائلة من هرموني الإنسولين والكورتيزون، وتسهم هذه الهرمونات في زيادة إختزان الجسم للدهون، ولا سيما في مناطق البطن والأرداف.
الأرق وقلة النوم: أكدت دراسة طبية حديثة أن الجسم عندما يمر بحالة من الأرق أو قلة عدد ساعات النوم عن المعتاد، أو حتى حدوث حالة من إختلال الساعة البيولوجية، فإن هذا يدفعه إلى إختزان كميات إضافية من الدهون لتكون بمثابة مصدر الطاقة الذي سيتم إستخدامه عند وصول الجسم إلى حالة الإرهاق والإجهاد.
وصول المرأة إلى سن اليأس: ينشأ إنقطاع الدورة الشهرية لدى السيدات نتيجة لإنخفاض حاد في مستوى هرموني الإستروجين والبروجيسترون. هذا الإنخفاض الحاد يؤدي إلى إنخفاض مشابة في معدل التمثيل الغذائي، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون داخل خلايا وأنسجة الجسم.
الإستخدام الطويل لأنواع معينة من العقاقير والأدوية: ولعل أهم هذه الأدوية أقراص منع الحمل ذات التركيب الهرموني، الأدوية التي يدخل الكورتيزون في تكوينها، أدوية الإكتئاب، بعض أدوية الصداع، و بعض أدوية علاج السكري وإرتفاع ضغط الدم. ويلاحظ أن هذه الأدوية تؤثر بصورة غير مباشرة على زيادة الوزن، إما من خلال زيادة الشهية نحو الطعام، أو عمل تغيير بنسبة الإنسولين بالجسم، أو إبطاء معدلات الأيض والتمثيل الغذائي، أو حتى حث الجسم على إختزان الدهون داخل أنسجته وخلاياه.
حالات مرضية معينة: ولا سيما الأمراض ذات المنشأ الهرموني، كحدوث إختلال وظيفي في الغدة الدرقية، أو الجاردرقية، أو الكظرية.