يعتبر سرطان الثدي من الأورام السرطانية الخبيثة ذائعة الإنتشار في السيدات، ولا سيما أن الإحصائيات الطبية الأخيرة تصنف هذا المرض بإعتباره أكثر الأسباب شيوعا التي تؤدي إلى الوفاة بين السيدات. كما أنه ثاني أكثر الأورام السرطانية إنتشارا بعد سرطان الرئة، ويجدر بنا الإشارة إلى أن الكشف السريع والمبكر عن هذه الأورام من شأنه أن يزيد من معدلات وفرص الشفاء.
ولايزال العلم عاجزا عن فهم ومعرفة الآليات والعوامل المسببة لسرطان الثدي، إلا أن الدراسات الطبية قد أشارت إلى بعض العوامل التي قد تتضافر فيما بينها لتؤدي إلى حدوث الإصابة، ويمكننا إيجاز هذه العوامل فيما يلي:
- يعتبر العامل الوراثي أحد أهم وأكثر العوامل إنتشارا وشيوعا، فقد لوحظ أن الوراثة تلعب دورا هاما في الإصابة بسرطان الثدي، ولاسيما إن كان هذا المرض موجودا في أقارب الدرجة الأولى كالأم والأخت.
- السمنة المفرطة وزيادة الوزن، والتي من شأنها أن تؤدي إلى إرتفاع نسبة هرمون الإنسولين بالجسم، والذي يعتبر أحد أهم العوامل الفسيولوجية الرئيسية التي قد تؤدي إلى ظهور الأورام بشكل عام.
- وجود بعض الإضطرابات الهرمونية الفسيولوجية، كما في حالة حدوث الدورة الشهرية الأولى للفتاة في وقت مبكر عن المعتاد، أو إنجاب الطفل الأول بعد تخطي منتصف العقد الرابع من العمر، أو في حالة الإصابة بالعقم وعدم القدرة على الإنجاب.
- التدخين بشراهة وتناول الكحوليات.
ويلاحظ أن الإصابة بسرطان الثدي عادة ماتكون في نهاية العقد الرابع وبداية العقد الخامس من العمر، أو مايعرف بإسم “مرحلة سن اليأس”، والتي فيها تتوقف الدورة الشهرية عن النزول، نتيجة لحدوث إنخفاض ملحوظ في مستوى هرمونات الأنوثة “هرموني الإستروجين والبروجيسترون”، مما قد يمهد الإصابة بسرطان الثدي.
وينصح الأطباء السيدات دوما بعمل فحص ذاتي دوري للثدي، وذلك لملاحظة حدوث أي تغيرات قد تنشأ به:
- الشعور بكتلة صلبة صغيرة في نسيج الثدي، والتي عادة ماتكون متحركة من موضع لآخر عند الضغط عليها.
- ملاحظة أي تغيير في المحيط الخارجي من الثدي، سواء كان حجمه أو شكله أو حتى موضعه.
- ملاحظة إرتداد حلمة الثدي إلى الداخل، مع تورمها وتحولها إلى اللون الأحمر القاني.
- فقدان الشهية نحو الطعام.
- فقدان الوزن بصورة سريعة ومفاجئة.
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق، والمعاناة من الأرق وإضطرابات النوم.
ولتشخيص الإصابة بالمرض، يتم عمل أشعة بالموجات الفوق صوتية المتخصصة على الثدي، والتي تعرف بإسم “أشعة الماموجرام”، ولاتهدف فقط بتحديد وجود إصابة من عدمه ، بل يمكن من خلال هذا الإجراء البسيط تحديد حجم وموضع ومدى إنتشار الإصابة، والتي على أساسها يتم تحديد الخطة العلاجية المتبعة.
وعلى سياق متصل فقد أشار خبراء التغذية بضرورة تجنب الأغذية المحفوظة والمعلبة، حيث أن المواد الحافظة قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، ويسري نفس الأمر على اللحوم المشوية على الفحم لدرجة تلونها باللون الأسود، فالفحم المحترق قد يتصاعد منه غاز أول أكسيد الكربون، والذي يسهم بصورة مباشرة في الإصابة بسرطان الثدي.
ولأن الوقاية خير من العلاج، لذا ينصح بتناول أنواع معينة من الأطعمة، والتي تسهم بصورة فعالة في الوقاية من سرطان الثدي، ولعل أهم هذه الأطعمة:
- الأسماك الدهنية مثل أسماك التونة والرنجة والماكريل: حيث تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية ومركب أوميجا-3، التي ترفع من كفاءة الجهاز المناعي وبالتالي الوقاية من السرطان .
- المكسرات كالبندق واللوز والجوز: حيث أنها غنية بمضادات الأكسدة التي تقضي على الشقائق الحرة التي تضر الخلايا وتحولها من خلايا طبيعية إلى أخرى سرطانية.
- الخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ والكرنب والجرجير: حيث تحتوي هذه الخضروات على زيوت طيارة تقضي على الخلايا السرطانية الناشئة.
- بعض الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والمركبات الفلافينية مثل زيت الزيتون، الشوفان، الصويا، الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بالألياف العضوية الغروية.