أخطاء شائعة في الحمية الغذائية

أخطاء شائعة في الحمية الغذائية

شاركوا هذا المقال الآن!

مع انتشار السمنة مرض العصر، ومع ظهور حالة من الوعي العام ضد هذه الظاهرة المدمرة، ظهرت الآلاف والآلاف من طرق الحمية الغذائية، أو التي تعرف بإسم الريجيم، والتي تهدف إلى إنقاص الوزن وفق مستوياته ومعدلاته الطبيعية، لكن مع انتشار هذا الكم الهائل من الوصفات ظهرت العديد من الطرق التي تتضمن مجموعة من الأخطاء القاتلة والتي للأسف لاقت انتشاراً سريعاً، والتي تؤدي إلى نتائج عكسية خلافا للهدف المنشود من الأساس.

لو قمنا بعمل إستطلاع رأي بسيط يتضمن رأي الناس عما تعنيه “الحمية الغذائية”، ومع إختلاف الإجابات وتشعب الآراء، ستجد أن كل الإجابات تقريبا ستعطيك مضمون واحد، وهو أن الحمية يقصد بها اختزال كمية ما يتناوله الفرد إلى أقل قدر ممكن من الطعام، وكلما قلت كمية الطعام التي نتناولها، كلما حصلنا على وزن مثالي بصورة أكثر سرعة وفعالية.

إلا أن هذا المعتقد السائد يعتبر أحد أكبر الأصنام الفكرية التي صنعها عامة الناس في هذا الشأن وصدقوها في وقت لاحق للأسف، فالحمية الغذائية ليس المقصود منها إتباع مبدأ الحرمان من الطعام والتجويع، بل يقصد بها أن تعطي جسمك ما يحتاجه من طعام لكن بذكاء ودون إسراف. أما اتباعك مبدأ التجويع والحرمان فلن يجدي معك شيئاً، بل ستلاحظ أن وزنك بدأ في الزيادة، أي أن مبدأ التجويع هذا يعطينا نتائج عكسية تماماً عما نريده.

هل تجد ما أقوله غير منطقي؟ هل هو صادم لك؟ إذن دعني أشرح لك بعض الحقائق العلمية البسيطة التي ستوضح لك الصورة بأكملها وتيسر لك فهم ما يحدث.

تشير الدراسات الطبية الحديثة إلى أن جسم الإنسان البالغ يحتاج يوميا ما يقرب من 2000 – 2500 سعر حراري، والتي يستخدمها في معظم العمليات الحيوية اليومية. هذه السعرات الحرارية يتحصل عليها من الطعام الذي يتناوله يوميا، لكن لو إفترضنا أنك إلتزمت بمبدأ التجويع، فإن هذا يدفع الجسم إلى اللجوء إلى الدهون المختزنة بالجسم وحرقها كي تتحول إلى سعرات حرارية يستخدمها في أنشطته الحيوية المعتادة، إلى هنا وستجد أن الصورة وردية تماماً، لكن وماذا بعد؟

ما سيحدث بعد ذلك أن الجسم سيعلن ما يمكننا أن نسمية “حالة الطوارئ”، والتي يقوم الجسم من خلالها بتحويل أي طعام تتناوله مهما كانت كميته بسيطة إلى دهون مختزنة، وذلك لتعويض مافقده في السابق، علاوة على استخدامه كمخزون إستراتيجي تحسباً لاستمرار حالة المجاعة القهرية التي فرضتها عليه، الأمر الذي يقلل من معدلات الأيض والتمثيل الغذائي للجسم، لتصبح المحصلة النهائية هي تحول أي كمية طعام مهما بدت بسيطة إلى دهون مختزنه بالجسم، وبالتالي زيادة الوزن بصورة مطردة ومستمرة. إذن ما الحل؟

الحل سهل وبسيط جداً، ويكمن في الهدف الفعلي من اتباع المبدأ السليم للحمية الغذائية، إذ ينبغي توزيع الحصة اليومية من الطعام على مدار اليوم، وذلك من خلال تناول 3 الى 5 وجبات محدودة يوميا، والهدف من هذا الإجراء البسيط  هو زيادة معدلات الأيض والتمثيل الغذائي إلى أقصى درجة ممكنة، وبالتالي ضمان عدم تحويل أي جزء من الطعام إلى دهون، بل وحرق الدهون المتراكمة في الجسم على نحو تدريجي.

ختاماً يؤكد المتخصصون في علم التغذية  دائماً على أن تتضمن الوجبات الغذائية كل العناصر المطلوبة التي يحتاجها الجسم لاستيفاء كامل العناصر التي يحتاجها، كما ينبغي ممارسة بعض التمرينات الرياضية كعامل مساعد لإنقاص الوزن بصورة صحية وسليمة.

شاركوا هذا المقال الآن!


تابعونا
الإشتراك بالنشرة الإخبارية