كل ما ينبغي معرفته عن ربط المعدة

كل ما ينبغي معرفته عن ربط المعدة

شاركوا هذا المقال الآن!

مع انتشار السمنة بصورة مفرطة، ظهر الإتجاه العام الذي ينادي بضرورة إخضاع المصابين بالسمنة لحمية غذائية تهدف إلى إنقاص وزنهم بصورة صحية سليمة إلى المعدلات المطلوبة. لكن للأسف ونتيجة لظروف معينة  قد لا تجدي الحمية  نفعاً في مسألة إنقاص الوزن، الأمر الذي إستدعى البحث عن حلول أخرى مساعدة بجانب النظام الغذائي. وقد كانت عملية ربط المعدة هي الخيار التالي، والتي تم اعتمادها لفاعليتها ولامتيازها بالأمان.

في البداية لابد أن نشير إلى أنه وعلى الرغم من اعتبار عملية ربط المعدة أحد أفضل الحلول المطروحة والمتاحة، إلا أنها قد لا تتناسب مع بعض الأشخاص، لذا لابد قبل الإقدام على أي خطوة خاصة بربط المعدة البحث عن مشورة طبية متخصصة لدى طبيب ذو إلمام وخبرة كافية بكافة الطرق الجراحية لعلاج السمنة، والذي من خلاله يتم اتخاذ القرار بناء على حالة وتشخيص المريض. كذلك لابد من إجراء هذه العملية في مكان مجهز لإستقبال مثل هذه الحالات، ويحوي أحدث الأجهزة في هذا المجال. كذلك ينبغي أن يكون المريض ملماً بكافة النتائج المتوقعة ولا سيما الأعراض الجانبية والمضاعفات التي قد تنشأ في مرحلة ما بعد العملية الجراحية والاستعداد السليم لها وتفهم أسبابها.

يتم إجراء عملية ربط المعدة باستخدام تقنية المنظار الجراحي، حيث يتميز بأنه أكثر أماناً ويضمن سرعة الشفاء والتعافي بإذن الله، بالإضافة إلى خفض إحتمالية الإصابة بأي أعراض جانبية إلى أقل حد ممكن.

يتم إجراء هذه العملية من خلال عمل فتحة ضيقة بالبطن بطول 1 – 2 سم تقريبا، حيث ينفذ منها المنظار، ليقوم بعد ذلك بشق طريقه والوصول إلى الناحية الخلفية من الجزء العلوي للمعدة، وبمجرد الوصول إلى هذه المنطقة يقوم الجراح وباستخدام المنظار بوضع حزام سيليكوني حول المعدة ليقسمها إلى جزء علوي صغير نسبيا وجزء سفلي أكبر حجما من الجزء العلوي.

ويعتمد المبدأ العلمي لهذه العملية الجراحية على إعطاء الشعور بالشبع والإمتلاء خلال وقت وجيز، فالجزء العلوي الصغير من المعدة هو الذي يستقبل الطعام، وبمجرد قرب امتلائه بالطعام يرسل للمخ إشارات بالشبع للتوقف عن تناول الطعام. ويتم هضم الطعام بصورة جزئية خلال 2 – 3 ساعات في هذا الجزء العلوي، ليتم مرورها بعد ذلك إلى الجزء السفلي منها، ومن ثم إلى الأمعاء واستكمال بقية عمليتي الهضم والامتصاص وفق ما هو معتاد.

ويجدر بنا الإشارة إلى أنه لا يمكننا التعويل على عملية ربط المعدة بإعتبارها الحل السحري الذي سيقضي على السمنة بصورة نهائية، إذ ينبغي كذلك اللجوء إلى بعض الوسائل المساعدة والتي تتضمن الإلتزام بأداء التمرينات الرياضية مهما بدت بسيطة كرياضة المشي، والحرص على ممارستها بصورة دورية مستمرة.

وللتأكد من صحة العملية ومن وضع الحزام السيليكوني في وضعه الصحيح، لابد من عمل أشعة بالصبغة بعد 12 ساعة من إجراء عملية الربط، وبمجرد الإطمئنان على موضع الحزام وصحة المريض يسمح له بالخروج.

على المريض اتّباع نظام غذائي تدريجي فيجب أن يكون طعامه سائل أو شبه سائل لمدة 15 يوم على الأقل، على أن ينتقل بعد ذلك إلى الأطعمة المهروسة لمدّة 3 أسابيع بعد العمليّة و من ثمّ الى الأطعمة الليّنة وصولا” الى جميع أنواع الأطعمة عند 6 أسابيع بعد العمليّة، مع ضرورة مضغ الطعام جيداً وببطء، والتوقف عن تناول الطعام فور الشعور بالشبع.

ويتم بعد ذلك مراقبة المريض باستمرار، وذلك للوقوف على النتائج، والتي من خلالها يمكن تضييق أو توسيع الحزام، وعند الوصول إلى الوزن المطلوب يتم إزالة هذا الحزام بصورة نهائية.

يراعى أيضاً بعد العملية عدم استعجال ظهور النتائج، فلكل مريض ظروفه وحالته الصحية الخاصة، كما أن النتائج تعتمد بصورة كبيرة على مدى التزام المريض بالعادات الغذائية الواجب اتباعها بالإضافة إلى تعليمات الطبيب المشرف على الحالة.

شاركوا هذا المقال الآن!


تابعونا
الإشتراك بالنشرة الإخبارية