ماهي ظاهرة استقرار الوزن وكيفيّة التخلّص منها

ماهي ظاهرة استقرار الوزن وكيفيّة التخلّص منها

شاركوا هذا المقال الآن!

قد يلجأ البعض منا إلى اتباع حمية غذائية بهدف التخلص من السمنة والحصول على وزن مثالي وقوام جذاب. لكن ومع مرور الوقت قد يلاحظ أن الوزن قد توقف عن الإنخفاض على الرغم من اتباع نظام غذائي بصورة صارمة، فضلاً عن الحرص على ممارسة بعض التمرينات الرياضية بصورة دورية مستمرة، الأمر الذي قد يدفع البعض منا إلى الشعور باليأس والتخلي عن حلم الرشاقة والوزن المثالي، للعودة سابقاً إلى ما كانوا عليه.

لكن ما لا يعلمه قطاع عريض من الناس، أن هذا الأمر يعرف طبياً بإسم “ظاهرة إستقرار الوزن” وهو أمر شائع الحدوث، ولا سيما بعد مرور 4 – 8 أسابيع من تنفيذ النظام الغذائي والرياضي بحذافيره، لذا ومن خلال السطور القليلة القادمة سنقوم بتسليط الضوء على هذه الظاهرة مع معرفة أسبابها وكيفية التعامل معها بصورة صحية سليمة.

تشير الدراسات الطبية الأخيرة في هذا الشأن إلى أنه عند اتباع حمية غذائية صحيحة بصورة سليمة فإن الجسم لا يفقد الدهون الحرة فحسب، إذ أنه ولاسيما في الأسابيع الأولى من الحمية الغذائية يفقد جزءاً لا بأس به من الدهون المكونة للكتلة العضلية أيضاً، فضلاً عن كمية محدودة من الماء.

لذا يمكننا القول أنه خلال الأسابيع الأولى من اتباع نظام غذائي يهدف إلى إنقاص الوزن، فإن معدل التناقص في وزن الجسم يكون كبيراً، حيث يخسر الشخص عدة كيلو جرامات خلال وقت وجيز. وهذا أمر منطقي ومتوقع تماماً، فنتيجة لقلة السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم في هذا النظام الغذائي الجديد مما يدفعه إلى تعويض هذا النقص من مخازن معينة للطاقة في الجسم، ويتم هذا الأمر على عدة مراحل كما يلي:

المرحلة الأولى: وفيها يتم الحصول على الطاقة من خلال حرق سكر الجلوكوز الموجود بالدم، حيث أن هذا المصدر يعتبر بمثابة المصدر الفوري السريع للحصول على الطاقة.

المرحلة الثانية: وتبدأ بعد انخفاض نسبة سكر الجلوكوز في الدم إلى أقل المعدلات الممكنة، حيث يتحول الجسم إلى المصدر البديل الثاني والمتمثل في مادة الجليكوجين التي يتم إختزانها في الكبد والعضلات، ويجدر بنا الإشارة هنا إلى أن الجليكوجين يحتوي على كميات كبيرة جداً من الماء، لذا فعند استخدامه كمصدر بديل للطاقة من خلال تحويله إلى جلوكوز تتحرر منه تلك الكميات الكبيرة من الماء والتي يتخلص منها الجسم لاحقاً، لنلاحظ انخفاضاً سريعاً بالوزن في هذه المرحلة، مع العلم بأن معظم الوزن المفقود في هذه المرحلة عبارة عن ماء.

المرحلة الثالثة: وتبدأ عند استنفاذ الجسم مخزونه من الجليكوجين ليتم استخدام الدهون بعد ذلك كمصدر بديل للطاقة لأنها لا تحتوي على كميات كبيرة من الماء كما في الجليكوجين، فضلاً عن أن الدهون تحتوي على ضعف كمية الطاقة المخزونة في الجليكوجين، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض معدل نزول الوزن في هذه المرحلة مقارنة بالفترة السابقة، فيما يعرف بإسم ظاهرة استقرار الوزن.

وللتغلب على هذه الظاهرة لابد من زيادة الحمل التدريبي بهدف رفع معدلات الأيض والتمثيل الغذائي بالجسم، ولكن دون الوصول إلى مرحلة الإجهاد، كي لا يؤدي إلى فقدان جزء كبير من الكتلة العضلية بالجسم. وفي سياق متصل أيضاً ينصح بتعديل النظام الغذائي ليتضمن كميات  من السعرات الحرارية وفقاً للوزن الحالي، مع تجنب الإمتناع عن الطعام لفترات طويلة حتى لا يؤدي ذلك إلى توقف الوزن عن النزول ودفع الجسم إلى الإحتفاظ بمخزونه من الطاقة.

شاركوا هذا المقال الآن!


تابعونا
الإشتراك بالنشرة الإخبارية